مخطوط: أبيات شعرية للشيخ ماءالعينين في المحبة


قَالَ سهل التستري في تعريفه للحب : “الحب معانقة الطاعة ومباينة المخالفة”، و سئل الجنيد عَنِ المحبة فَقَالَ: “دخول صفات المحبوب عَلَى البدل من صفات المحب أشار بِهَذَا إِلَى استيلاء ذكر المحبوب حَتَّى لا يَكُون الغالب عَلَى قلب المحب إلا ذكر صفات المحبوب والتغافل بالكلية عَن صفات نَفْسه والإحساس بِهَا”(1)

فالحب عند المتصوف طاعة تأسر القلب و تملكه لصاحبه، أخوة و إرادة تسخر في التربية و التزكية، فينقاد المحب لحبيبه، وهو المقصود في نظم الشيخ ماء العينين حين دعا الله أن يحبب بل و يهيج خلقه في شخصه بالمحبة و الشوق و الوداد المفضي لرضا الله تعالى، حب يقرنه الشيخ ماءالعينين بثلاث مسائل حين يقول:

وأصرف الجميع في الذي تحب**من واجب وجائز وما ندب

تخريج المخطوط:

المخطوط من تخريج الاستاذ مفتاح ماءالعينين

بسم الله الرحمن الرحيم
هيِّج إليَّ قلبَ كل ذَكَر (خ حرك)
وقلب كل أنثى بالمصور
هيجهم إليّ بالمحبة (خ حركهم)
وبالعطية وحب القربة
أيا ودود يا بدوح هادي
هيج إلي الخلق في البلاد
هيجه بالحب وبالوداد
والشوق والعطاء بالتماد(ي)
هيج إليّ كل قلب وجسد
بكل أصناف المحبة أبد
واجعل محبتي تقود لرضاك
بحبك اللهم لا ليَ سواك
حتى أُرى مراودا عن نفسي
والمال مُعطى لي وكل نفس
وأصرف الجميع في الذي تحب
من واجب وجائز وما ندب
ومن أحبني له رب أحب
واجعل ذنوبنا ذنوب من تحب


(1) عبد الكريم القشيري، الرسالة القشيرية، ج 2، ص487.