محمد الأمين بن أبا حازم الجكني

هو محمد الأمين بن أباحازم بن سيدي بن الطالب أحمد بن الحبيب الجكني.
كان فقيها، ماهرا بالقرآن وعلومه، على جانب كبير من الورع والتقوى، وفد على الشيخ ماء العينين ب”ڤريزيم” وأخذ عنه الطريقة وسمع منه، فقربه الشيخ واعتنى به لما رأى فيه من استقامة وورع، ثم نصبه للقضاء بحاضرة “ڤريزيم”، فكان مثالا للعدل والإنصاف والنزاهة إلى جانب حسن الخلق والتواضع، وقد ربى رحمه الله أبناءه وهذبهم أحسن تهذيب وتربية بعد أن سقاهم من ينابيع علمه ومعرفته، مع ما تلقوه بحاضرة “السمارة” مع أبناء الشيخ على يد علمائها المجاهدين الأفذاذ.
ظل صاحب الترجمة بشغل منصب القضاء إلى جانب كوكبة من القضاة المبرزين في “ڤريزيم” ثم السمارة من أمثال الشيخ سيدي محمد بن حامني الغلاوي؛ والشهيد عبد الله بن باريك الجكني؛ ومحمد سالم بن أبوه اليعقوبي وغيرهم.
توفي محمد الأمين بن باحازم ببلدة “القريزيم” بالساقية الحمراء، في حدود 1901م وصلى عليه الشيخ ماء العينين.
عقب من الأبناء: محمد تقي الله، ومحمد فاضل* ، ومحمد العاقب، وفاطمة، وقد ساروا كلهم على نهج والدهم في التمسك بالعروة الوثقى تدينا وأخلاقا وعلما. أمهم جميعا أم المؤمنين بنت محمد فال بن الطالب وهي أخت عائشة بنت محمد فال بن الطالب زوجة الشيخ ماء العينين.
وكانت عائشة هذه قد اشتاقت إلى أخواتها وهن : أم المؤمنين وآسية وأمينة ومريم اللاتي كن آنذاك في ناحية تكانت، فالتمست من الشيخ أن يسمح لها بالذهاب لصلة رحمهم، فطمأنها قائلا: سوف نبعث لهن من يأتي بهن، فبعث مجموعة من مريديه محملا إياهم رسالة منه إلى السيد محمد الأمين زوجها الذي تأثر بهذه الرسالة تأثرا بالغا، لما تركت في نفسه من استحسان وقبول.
وبعد مجيئهم بالغ الشيخ في الترحيب بهم وإكرامهم وأغدق عليه كثيرا من العطايا والهدايا، وظل صاحب الترجمة مع الشيخ ماء العينين إلى أن توفي رحمه الله، وصلى عليه الشيخ كما ذكرنا.

* محمد فاضل هذا جرح عدة مرات في معركة وكان في فترة جهاد الشيخ أحمد الهيبة.

المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الاول، الطبعة الثانية 447-448. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.