مخطوط: نقلة من الأبحر المعينية حول مساجلة شعرية بين الشيخ مربيه ربه و ابن أخته العلامة ماءالعينين بن العتيق

 

و من كتاب الأبحر المعينية عند ذكر السيد ما العينين بن العتيق، رضي الله عنه:

“وكان محبوبا بين الأقارب والأجانب، مراعيا للحقوق التي عليه في كل جانب، وله مباسطات ومفاكهات مع أهل الادب والعلم، من أقاربه ومواريده، ولا سيما ابنه، أطال الله حياته، السيد امربيه رب المتقدم ذكره في حرف السين، فإنه من أكثر من قد جرى بينه معه ذلك.
فمما جرى بينهما أنهم كانوا يوما في مجلس أنس عند بعض إخوانهم، فترك السيد ما العينين حتى استدارت الجماعة ووضعت بينهما آلات الأتاي من أكؤس وإبريق، فقال للسيد امربيه رب: أجز هذا البيت وتشبيهه، فأنشأ يقول:
                    كأن الشم إذ بالكاس دارتوقد دارت بالابريق الكؤوس
فأجازه ارتجالا بقوله:
               هلال في المجرة واستدارت   به الجوزاء فهو إذًا عروس
فاستحسنها من حضر، ثم بعد ذلك تركه السيد امربيه رب حتى اجتمعوا عند بعض إخوانهم، ووضع بإزائهم بابورًا فوق صفيحة وحوله الكاسات والإبريق، ثم قال له: أجز هذا البيت وتشبيهه، ثم أنشأ يقول:
               فكأنما البابور فوق صفاحه  في موكب الكاسات والإبريق
فأجازه ارتجالا بقوله:
                   ملك على كرسيه حفت به الْ  وُزَرا وكل مجنّد بطريق
فاستحسنها من حضر أيضا.
ومن ذلك قول امربيه رب يسأله:
            أجب سائلا عن مغرم متولع   وفلذته لم يدر في أي موضع
ما العينين:
              يواري هواه ثم يسلو تجلّدا  وإلا يروم الحب في أي مجمع
امربيه رب:
             يروم اقتناه لو درى لمحلّه  ويأبى التسلي أدعج الطرف أتلع
ما العينين:
            فلو رمت محبوبا لكان لذاته  فؤادك مرآةً تري كل مربع
امربيه رب:
      دع القلب مقفولا عليه وإنما  سؤالي اقتضى حقا لعيني ومسمعي
ما العينين:
        بقلبك من تهوى وإن لم تجد له  عيانا إلى ما في فؤادك فارجع
امربيه رب:
     رجعت إلى ما في الفؤاد صبابة  صبابته بدئي وختمي ومرجعي”.

وللسيد ماء العينين بن العتيق، رضي الله عنه، وقد تقدم ذكره:
قلّل كلامك ما استطعت وحيثما  تسمع جوابا مسكتا فلتسكتِ
ليس السكوت لدى جواب مسكتٍ  للمرء إلا كالجواب المسكتِ


مصدر النسخة: مجموع الحاج يحجبه بن خطري، من مكتبة الأستاذ الطالبوي بن محمد تقي الله كما جاء في التخريج الذي قدمه الدكتورماءالعينين ماءالعينين