الطيب بن اليماني الخزرجي

ترجم له الطالب أخيار بن مامينا بقوله:

هو الوزير الطيب بن اليماني بن أحمد المعروف ب “بوعشرين” الأنصاري الخزرجي المكناسي. ولد سنة 1211هـ 1796م.

العالم المشارك، كان من السادات الأفاضل. شغل منصب الوزير مع السلطان محمد الرابع بن عبد الرحمن العلوي.

ترجم له ابن زيدان وقال: فقيه أستاذ علامة مفوه، مشارك نقاد سياسي محنك، ذو خط بارع وإنشاء بديع.. قرأ على والده جملة من المتون، ثم أخذ عن جماعة من الأعيان من أكابر مشايخ هذا الشأن، واعتكف على طلب العلم، فنبغ فيه بالحفظ والفهم، واستمر على نعته المذكور إلى أن صار يتيمة عقد أولي الصدور. انتقاه الجد السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام لتأديب أولاده الكرام.. ولما تولى سيدي محمد الخلافة العظمى فاتح سنة ست وسبعين ومائتين وألف، استوزر شيخه المترجم، فكان قطب دولته، ومرجع آرائه وإصداراته” *(664)*.

قال عنه محمد غريط: “تاج هام الجاه والثروة، شمس سماء العز والنخوة. فقيه نير الذكاء والحزم. كان مهيب الطلعة محذور الجيئة والرجعة.. عُين للسلطان سيدي محمد زمن خلافته ليقوم بتأدييه وتهذيبه وتدريبه”.

وأضاف غريط أنه عزل من قبل السلطان عبد الرحمن إثر واقعة وجدة وأمضى مدة في معاناة وشدة، جراء العزل والتهميش، إلى أن تولى السلطان سيدي محمد مقاليد الأمور؛ فأعاده إلى منصب الصدارة، وأسند إليه الوزارة، بعد خمس سنين من الإقصاء، وظل فيها إلى أن توفي رحمه الله *(665)*.

أخذ عن الشيخ ماء العينين وتتلمذ عليه عام أربعة وسبعين ومائتين وألف، (1274هـ) في الرباط، عندما كان الشيخ متوجها إلى الحج.

ذكر الشيخ النعمة: أن الشيخ ماء العينين مر في طريقه إلى الحج، بالخليفة سيدي محمد بن عبد الرحمن، وكان إذ ذاك خليفة لأبيه في الرباط، وأنه أحسن إليه، وأخذ وزيره الطيب بن اليماني بوعشرين ورده وتتلمذ عليه.

وكان من جملة ما أعطاه من الأوراد: مائة وإحدى وعشرين من “يا مالك” بين ركعتي الفجر وصلاة الصبح” *(666)*.

توفي بمراكش يوم الخميس الرابع عشر من شعبان، سنة 1286هـ 19 نوفمبر 1869م.

عقب من الذرية: إدريس، والحسن وقد تقدمت ترجمته وكان كاتبا مع السلطان الحسن الأول وابنه عبد العزيز.

 


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 373-374. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.