الشيخ ماءالعينين

عرفه الطالب أخيار بن مامينا بقوله:
هو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك بن يمين بن حبيب الله بن أبي موسى بن محمد بن المولود. أمه: اعزيزة بنت عبد الدائم بن أفلواط المشهور من آل بارك الله. كان عالما فقيها وأديبا كبيرا وشاعرا مشهورا، تميز بالذكاء وسرعة البديهة.
ولد سنة 1841م في منطقة “البيرات” شمالي ولاية “الترارزة” في بيت اشتهر بالعلم والورع والنباهة.
أخذ العلم عن العلامة الورع الخرشي بن عبد الله الحاجي ومكث عنده خمس عشرة سنة.
كان صاحب جولان في البلاد، لا يصاحب إلا العلماء ولا يجالس إلا الرؤساء والأمراء، واختص من بين هؤلاء بصداقة الأمير أحمد بن سيدي أحمد بن عيْده أمير “آدرار” وكان له صداقة مع أميريْ “الترارزة” : اعمر سالم بن محمد الحبيب وابن أخيه أحمد سالم الملقب بيّاده بن أعلي.
وفد على الشيخ ماء العينين ب”تيرس” وبايعه، ومكث عنده زمنا طويلا، ومدحه بأشعار رائقة من الشعر الحساني وصاهره.
ترجم له الشيخ النعمة في “الأبحر”، ووصفه قائلا: “الأديب الفقيه الأريب النبيه، كان من أذكياء زمانه وفتيان ألبَّاء أقرانه، شهرته في التقدم في المحافل تُغني عن التعريف به. وكان من شعراء الحسَّانية الذين يضرب بهم المثل في حسن السبك وجودة ما يقولون منه، وكان صاحب جولان وتَعَرُّف بالكبراء والرؤساء، ولما قدم على شيخنا بايعه وتلْمذ عليه”.
له مؤلفات منها: شرح على رسالة ابن أبي زيد القرواني ونظم في السيرة النبوية وقد وضع عليه شرحا وله نظم في أصول الحلال يقول فيه:
وللحلال عشرة أصول…غنيمة قسمها العدول
هدية من صالح تجارة …بالصدق مع ميراث أو إجارة
توفي رحمه الله سنة 1901 م ودفن في مقبرة “احْسيْ السعادة” بمقاطعة “واد الناقة” بولاية الترارزة. عقب ولدين هما محمد عبد الله الذي توفي منذ عهد قريب.
ولصاحب الترجمة ولد آخر اسمه أحمد، وهو أكبر من محمد عبد الله، وقد استشهد في معركة “أغسرمت” كما سيأتي في الجزء الثاني.
وعن أحمد هذا، قال الشيخ النعمة: كان شجاعا مقداما بطلا ذا رأي وإصابة وحيل وسياسة، وكان أيضا من شعراء الحسانية كوالده. وهو من فتيان عصره وسادات دهره، بايع الشيخ حسن بن الشيخ ماء العينين، وتلمذ عليه ورافقه في الجهاد، وشارك في أكثر المعارك الجهادية حتى استشهد سنة 1327هـ.

المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 518-519. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.