هو المؤرخ عميد الشرفاء العلويين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد الملك بن زيدان بن السلطان مولاي إسماعيل المكناسي.كان عالما كبيرا، وشاعرا مفلقا. وُلد بمكناس في ربيع الثاني عام 1290هـ مايو 1873م.
قرأ القرآن وبعض النصوص على والده، ثم أخذ العلم عن قاضي مكناس محمد عبد السلام الطاهري، وأخذ في فاس عن أحمد بن الخياط الزكاري وغيره. وأخذ عن الشيخ ماء العينين مجيئه لمدينة فاس عام 1320هـ. وحل صاحب الترجمة إلى الشرق مرتين: الأولى، عام 1331هـ وزار مصر والحجاز والشام وتونس والجزائر، وفي مصر أخذ عن العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي وغيره.
المرة الثانية، سنة 1357هـ زار أيضا بلاد الحجاز والشام ومصر.
وكان يشغل منصب نقيب الأشراف في مكناس وزرهون، وعين نائبا لمدير المدرسة العسكرية بمكناس.
وكانت له خزانة كتب من أكبر الخزانات في مكناس، له مؤلفات كثيرة منها: “إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس”، طبع منه خمسة أجزاء، و “العز والصولة”، وغيرها من المؤلفات التي ذكرها ابن سودة في “سل النصال”. توفي بمكناس يوم السبت 21 من ذي الحجة 1365هـ 16 نوفمبر 1946م.
ترجم له الشيخ النعمة في الأبحر المعينية، وذكر أنه كان من مهرة الأدباء، وله دراية بأنواع علوم الأدب عجيبة، وذكر: أنه أخذ عن الشيخ ماء العينين، وأن له فيه مدائح كثيرة، منها قصيدة من بحر الكامل، تزيد على خمسين بيتا مطلعها:
جاد الزمان بوصل من أهواه وشفى فؤادا طالما أضناه
إلى أن قال متخلصا:
فاليوم حلَّ بربعنا بدر سما ضاءت لنا سبل الهدى بسناه
شهم السعادة ذا طبيب النفس من لا يُرتجى لعضالها إلاَّّ هو
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 385. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.