عبد الرحمان بن سيدي العلوي

هو عبد الرحمن بن سيدي الملقب “الدِّيدي” بن عبد الرحمن بن محمد عاشور العلوي، من قبيلة إدوعْلي. أمه: فيْلَة بنت محمد بن الشيخ العلوية.
كان من أجلاء العلماء وكبار الأدباء، شاعرا مفلقا ولغوا نحويا.
وفد على الشيخ ماء العينين في “تيرس” ومكث عنده مدة طويلة، أخذ خلالها عنه بعض العلوم، وبايعه بيعة التربية ومدحه بمدائح كثيرة، ولازمه إلى أن توفي.
ترجم له الشيخ النعمة في الأبحر، وقال عنه: “العلامة الأديب، الفهامة الأريب، اللوذعي الألمعي، السيد عبد الرحمن بن سيدي بن عبد الرحمن بن محمد عاشور العلوي. كان من نباريس الأدباء الفقهاء، وأشاوس الألباء العلماء، وهو ممن أعرف. وكان تلميذا له -أطال الله حياته- وله فيه مدائح لا تُحصى كثيرة، وغالبها ذو شهرة. ومما وجدت له قوله من الوافر:
أشاقك مُؤذنُ بالبين غادِ || أثغرُ أميمَ يُلْبكُ بالشهاد
متى رُدتْ جمال يوم بين || جرت بفراقها سود تنادي
أصابك ما أصابك من هموم || ونارُ الشوق هالكة الفؤاد
تكاثرت الهموم عليَّ شوقا || وفاض الدمع منسكبًا بداد
تناءتْ عن وصالك ميُّ نأيا || وشطَّتْ دارها دار الوِداد
فلا ميُّ تعاطينا حديثًا || ولا ميُّ تشارك في الوساد
زمامُ القلب قد أخذتْه ميُّ || وطاوعها الفؤاد بلا انعقاد
ألا فاتركْ تذكرَ دار ميُّ || وعدُ عن المعاهد والبلاد
إلى ماء العيون أخي المعالي || وصفاء القلوب من الفساد
عيون فُجِّرت مكثى المعالي || وأوردها إذا جمع الصوادي
كريمُ إن أتيت الباب يومََا || ونارُ الضيف قادحةُ الزناد
وعطاءُ المئين بلا امتنانٍ || وفيَّاضُ المَعينِ بلا نفاد
وفصامُ الصعوب وإن حديد || وجبَّارُ الكسير بلا بلا اجتهاد
وتاتيك القياد بلا انعقادٍ || أراها منك طائعة القياد
وتاتيك الوفودُ قضاء حاجٍ || وتاتيك المواهب من بعاد
وباب العلم عندك في انفتاح || وباب الجهل عندك في انسداد
وعن نهج الرجيم أراك نَاه || وأنت إلى سبيل الله هاد
فما قطبُ يحوز المجد كلاَّ || بأمجد منك يا بدر الدآد
رأيتُك من جميع الخلق طرَّا || بمنزلة الرسول من العباد
وله في مدحه من بحر الطويل :
أمَن أورثتك المجد غُر أماجدُ || ويا حائزًا ما حازه الدهر ماجدُ
حويتَ متون العلم مذ أنت يافع || وعلمك في المولى طرف وتالد
تزينت الدنيا جمالا بنوره || كما زينت ذات التليل القلائد
وليُّ تقي عابد متورع || عليه من الرحمن لاحتْ شواهد
وشيدت ركن الدين عند اندراسه || وأنت الذي تمت إليك المحامد
وقد صار نهجُ الحق منك مواردًا || فذا صادر منكم وذلك وارد


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 386-387. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.