ولد العالم العلامة الشيخ محمد فاضل أواخر رمضان سنة 1279 للهجرة، الموافق لسنة 1863 ميلادية، ، والدته السيدة العزة بنت احمد بابو لعروسي، و هو الإبن الأكبر للشيخ ماءالعينين، ترجم له ماءالعينين بن الحضرمي في كتابه فقال: “
ثم ابنه الأكبر الذي سماه والده الأشهر العالم العلامة الدراكة الفهامة الأبر الأسعد النبيه الأصعد القدوة البركة ميمون السكون والحركة الولي الكامل الفقيه العامل الأديب الأريجي الصفي الوفي الفاضل الشيخ سيدي محمد فاضل رضي الله عنها وعنه نشأ في كفالة وصيانة وعفاف وديانة وقرء القرآن وأخد عن أبيه علم الظاهر والباطن وصار له منهما الحظ الأوفر وكان عالما عابدا متواضعا خاملا ورعا تقيا عطوفا حليما تقيا نظيفا يحب السنة ويعمل بها عاملا بمشهور أقوال الإمام مالك في مذهبه لايميل إلى الضعيف ولايعمل به له يقين كامل وله أتباع ومواريد ورباهم أحسن تربية وحمى أتباعه من الظلام ولم يقدروا على ضرهم بشيء ببركته ومن أراد ذلك ظهرت دعوته فيه حتى يرتدع وكان صاحب فتوحات كثيرة وأكثر سكناه وحده مع أتباعه ولما رآه الولي الصالح المشهور الشيخ السيد محمد فاضل بن اعبيدي وهو صغير قال لهم هذا ولي يعيش وحده ويموت وحده فصدق الله كشفه لأنه عاش نازلا وحده ومات وحده في محرم عام 1330 ه ببلاد أبناء بوعيطة …. وسبب موته رضي الله عنه مرض الجدري وكانت وجدته سنة 1279 ه في آخر رمضان وسمي في شوال وقال فيه العالم العلامة السيد محمد سيدي بن مولود في تأليفه في سيرته شيخنا ما نصه :« فأما السيد الكامل محمد فاضل فو الله ما رأيت أورع منه لأني ما رأيته قبل البلوغ ولابعده إلا غاضا بصره حافظا لسانه لا يجالس إلا من ينتفع منه بعلم أو حكمة وما رأيت مثله في المروءة وانتماء بالناس ويكفيك ما قال فيه شيخنا رضي الله عنه ذات ليلة بحضرتي ومعي بعض التلاميذ سمعناه قال من أراد منكم التربية فعليه بإبني محمد فاضل فإنه أنا وأنا هو كما قال أبي شيخنا محمد فاضل رضي الله عنه وأرضاه في ابنه سيدي عثمان ….ولما ذكره العالم العلامة الشيخ أحمد بن الشمس في تأليفه النفحة الأحمدية قال ما نصه :” نجله الغيب المغيب المسك المطيب ودرع الشرع والحق المجيب وصاحب الجذب الباطن والسلوك والرقة والبكاء الدائم والحيرة والغيبة في مالك الملوك …”
وفي كتاب سحر البيان في مناقب شيخنا الشيخ ماء العينين الحسان لمؤلفه ماءالعينين بن العتيق بن محمد فاضل :” ولد في آخر رمضان وسمي في شوال عام 1279 والدته العزة بنت أحمد بابو من قبيلة لعروسيين لم تتزوج قبل شيخنا ول ولا بعده ولم يولد لها منه غير ابنه الشيخ محمد فاضل و كانت ذات علم و ورع وصيانة وعاشت مدة بعد وفاة ابنها المذكور ذي السعي المشكور و كان رضي الله عنه من العلماء العاملين والأولياء العارفين وقال فيه أخوه الأستاذ الشيخ امربيه رب كما ذكر في كتاب قرة العينين في كرامات الشيخ ماء العينين ما نصه :ابنه العالم صاحب العفة والأمانة والورع والتقى والصيانة… وكان رحمه الله أكبر بنيه ولم يتقدم عليه شر مما تقدم على الأحداث في صباهم وشبابهم ولما ولد قال فيه شيخنا رضي الله عنه :
رزقت لنا فضلا من الله لم تحتج *** اعيذك أن أراك ولم تنتج
حفظتك بالبر الحفيظ من البلا *** كبرت ولم يتم نتجت ولم تحتج
وقد استجاب الله دعاء شيخنا فيه حتى أنه عاش معه نحو الخمسين ولم يحتج أبدا ما شاء الله بل ما زال ممن له ثروة.
وقال عنه الشيخ محمد العاقب في كتابه مجمع البحرين ما نصه :
وكان الشيخ محمد فاضل صاحب انشغال بالعلم متعلق الخاطر بجميع الفنون وكان شديد النفور من الريبة متباعدا عن النساء لايقرب انثى ولو كانت ذات محرم سواء من الرضاع أو مصاهرة أو نسب إلى أن قال رحمه الله وسمعت محمد تقي الله بن شيخنا يحدث عن شيخنا أنه قال اتركوا لي محمد فاضل فهو إذا كما قال صلى الله عليه وسلم في أبي بكر الصديق رضي الله عنه هل أنتم تاركون لي صاحبي.”
توفي سنة 1330 للهجرة الموافق لسنة 1911 ميلادية، و دفن بمنطقة تسمى الزويوية بنواحي وادنون.