الشيخ سيداتي بن الشيخ ماءالعينين

عرفه حفيده الطالب أخيار بن مامينا بالترجمة التالية:

“سيدي محمد الملقب سيداتي بن الشيخ ماء العينين. أمه: مليكة بنت سيدي امحمد بن الدرجة اللَّبيَة نسبا العروسية وطنا.
هو الخامس من أولاد الشيخ ماء العينين وُلد يوم الأحد في السابع من ذي القعدة سنة خمس وثمانين بعد المائتين والألف 1285 هـ 20 فبراير 1869م درس العلوم على والده من فقه وأصوله ولغة ونحو إلى غير ذلك.
قال عنه ابن العتيق: “كان رضي الله عنه من أكابر العلماء العاملين، وأجلّة العظماء الكاملين، رزقه الله من السكينة والجزالة، والمهابة والجلالة، والرئاسة والقبول، ما تحار فيه العقول“.
ترجم له ماء العينين بن الحضرمي، فقال: “قرأ على أبيه العلوم، وولاّه أمره جميعا، وقام به أحسن قيام. وكان آية من آيات الله في السخاء والعبادة وقيام الليل.. كثير المحبة لأهل الله، والصحبة مع العلماء، ومواساة الفقراء، بارا بوالديه كثير الصمت، دائم الفكر لا ينطق إلا بعلم وحكمة، ليس في مجلسه سفه، بل مجلسه مجلس الوقار والفائدة والأذكار، له تآليف عديدة“.
ووصفه أخوه الشيخ مربيه ربه قائلا: “كان شامخ القدر واسع الصدر، ثبتا في الرواية، صحيح الجنان فصيح اللسان، إذا التفت عليه المحافل وتعاطته المحاضرة تهلل وجهه، وهلْهل الأجوبة كأنها كانت عنده حاضرة. وقد رشَّده شيخنا لما بلغ حدود أربعة عشر من عمره.. له أشعار ومنظومات في فنون شتى منها منظومة في العبادات، ومنها شرحه المسمى “معين الإخوان على سقاية الظمآن” على الأفعال، وهو جيّد جدا بلغ فيه المقصود مع الاختصار” .
بحوزتي نسخة من هذا الشرح، وهو شرح على نظم في أوزان الأفعال للشيخ محنض بابا الديماني”
ووصف الشيخ محمد العاقب بن مايابى صاحب الترجمة قائلا: “كان سيدي محمد كامل العقل صحيح الرأي.. وكان كثير السعي في إصلاح ذات البين، متجافيا عن كلما يجر إلى ذل أو شين.. وكان مفتوحا عليه في فهم العلوم وحفظ الرسوم، فربما أمليتُ عليه قطعة شعرية، ولا أظن أنه تمكن من سماع أبياتها جميعا، فإذا هو يحفظها بأسرها”.
خلفه والده على أهله ثلاث مرات، الأولى في سفره إلى السلطان عبد العزيز عام 1314هـ، الثانية في سفره عام 1317هـ والثالثة في سفره عام 1318هـ.
تُوفي رحمه الله بين الظهر والعصر يوم الأحد السابع من ربيع الثاني، عام عشرين وثلاث مائة وألف 1320هـ 15 يوليو 1902م، ودُفن في “السمارة”، وصلى عليه والده، وبعد الدفن، أبّنه قائلا: “والذي رفع السماء ووضع الأرض، ما علمتُ بشيء فعله أقول له فيه لِمَ فعلتَ، أو على مَ فعلتَ لِذا، لما جبله الله عليه من بروري. وقد احتسبته لله، وفيه خلق من كل تلف، وأرجو اللهَ أن يتغمّده برحمته، كما تغمدني بالبرور التام.
عقَّب من الأولاد: محمد فاضل مات قبل البلوغ، وأم الفضل وماء العينين ليس لهما عقب، والسيّدة ربيعه، ومحمد الأمين الملقب مامينا والد مؤلف هذا الكتاب، وحسنا، وهم أشقاء، أمهم: منَّه بنت الخضر بن سيدي امحمد المسومية، وسيدي بويَه أمه: باقي بنت مامينْ، من آل الجيه المختار.”


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 342-343. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.