هو الشيخ الطالب أخيار بن الشيخ ماءالعينين أمه ميمونة بنت أحمد بن علي.وهو الثامن من أولاد الشيخ ماءالعينين.كان عالما فقيها ،شاعرا عابدا سخيا.ولد في ربيع النبوي عام 1291 ه ابريل 1874 م قال عنه ماءالعينين بن الحضرمي في كتابه إفادة الأقربين:” قرأ القرآن على الوالد البركة المدرس الشيخ الحضرمي،وأخذالإجازة، وقرأ عليه بعض العلم،وقرأ على شيخنا أبيه العلم، وفتح الله عليه فيه فتحا مبينا.وكان شيخنا يحبه، وصدره سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة و ألف ل”شنقيط” وبلادها،فظهرت بركته وكثرت أتباعه ومريدوه، وسخر الله له أهلها:أمراء وغيرهم.وكان كثير العبادة قليل الغفلة دائم الفكر كثير الأوراد”
ووصفه الشيخ النعمة في كتاب الأبحر المعينية الجزء الأول الصفحة 421 قائلا: “ذو الجذب الرباني و الفيض الرحماني نجيب العارفين أريب المحبين ذو فيوضات صمدانية وفتوحات ربانية. _صدره_ شيخنا ولقبه _بالشيخ_ ، واعطاه _عمامة_ كانت عليه وأمره _بلبسها_ فسار إلى بلاد القبلة وظهر عليه الفضل وصار له أتباع”.
“له مشاركة في أكثر الفنون ورزقه الله من الفتح فيها ما لا يخطر على قلب….حتى أنه لا يتكلم معه أحد إلاوظن أنه من المفنين أعمارهم في التدريس. وسمعت شيخنا يثني عليه بأنواع الثناء الحسن،ولاسيما في الورع ومحاسن الأخلاق”
كلفه والده بالاتصال بقبائل إمارات كل من “أدرار” و”الترارزة” و”البراكنة” و”تكانت” وتعبئتها للجهاد،وجاءت معه الوفود التي طلبها الشيخ ماءالعينين لجهاد النصارى لما بدؤوا إحتلال بلاد “شنقيط” وكان مجيئ الوفود الأول إلى حضرة الشيخ في يوم الأحد الثالث والعشرين من المحرم عام 1324ه 20مارس 1906 م .
بعد وفاة الشيخ ماءالعينين ظل صاحب الترجمة عدة سنوات إلى جانب أخيه الشيخ أحمد الهيبة وخاض معه الجهاد.وكان خليفته في مدينة تارودانت،فأحسن السيرة فيها وأدارها بكفاءة و استأصل بعض العملاء المتواطين مع الفرنسيين…وفي آخر أيام الشيخ أحمد الهيبة تطورت الأحداث في المنطقة بما اقتضى نظره فيه أن يذهب إلى منطقة “ادرار”للوقوف على حالة أملاك الشيخ ماءالعينين ب”أدرار” واسترجاع ماتم الإستحواذ عليه منها،وليكون-بعد إسترجاع الأملاك-سندا لإخوته وأسرته ومن معهم من المجاهدين،أو على الأقل ليخفف من غلواء عداوة الفرنسيين لعشيرته ومريدي وأنصار والده الشيخ ماءالعينين.
وعندما وصل إلى حدود “آدرار” استقبله أعيان المنطقة ورؤساء القبائل بالحفاوة والتبجيل و أقاموا له حفل ترحيب وإكرام، وهو مادفع بالفرنسيين أن يمدوا له يد المصالحة. وبعد مفاوضات طويلة حول إسترجاع جميع أملاك الشيخ ماءالعينين التي صادرتها السلطات الفرنسية و إعطائه وعدا بتلبية مطلبه قرر مكاتبة السلطات الفرنسية بالقطر الشنقيطي.
يلخص العلامة الشيخ بوننه في نهاية كتابه الملوين على حياة الشيخ ماءالعينين الصفحة 22 مخطوط رحلة والده الشيخ الطالب أخيار من” أكردوس” إلى “آدرار” قائلا:
“وتوجه إلى بلاد”آدرار” ومر بحي أولاد موسى وفيهم رئيسهم السيد محمد بن الخليل ونعم السيد و الحي والقبيلة أعني قبيلة الرقيبات ما مر بأحد منهم إلا وطلب منه المقام عنده وبجله وعظمه وأهدى له جزاهم الله عنا بخيري الدنيا والآخرة …ثم أرسل كتبا للدولة، و أتاهالرسول بموضع يقال له:”ازميلت تفل” قريب من ” الغلاوية” بمراده،وتوجه الدولة عام ثمانية وثلاثين بعد ثلاثمائة وألف موافق 1919″* شكل وجود الشيخ الطالب أخيار في المنطقة ملجئا لكثير من المستضعفين والفقراء والمساكين وكان كثير الإنفاق لا يمر ببلد إلا وزع على من به من الناس الطعام و الملابس حتى أن الناس في “بوتلميت”لما سألهم بابا بن الشيخ سيديا أيهما تفضلون : المطر أم مجيئ الشيخ الطالب أخيار ؟ قالوا له : نفضل مجيئ الشيخ الطالب أخيار لأنه أسرع نفعا للناس“.
توفي رحمه الله في تاسع ذي القعدة عام 1362ه الموافق 07نونبر 1943 بمدينة “اندر” السنغالية ودفن بها. عقب ذرية هم:
محمد فاضل الملقب الشيخ بوننه،محمد الأمين الشبيه،أمهما أم الفضل بنت مامين ، ومحمد ماءالعينين أمه مريم بنت عبد القادر بن أحمد بن علي و سيدي عثمان أمه مريم بنت الشيخ محمد فاضل بن محمد و عبد الله أمه زينب بنت بابا بن الشيخ سيديا و الجيه أمه ميمونة بنت سيدي سالم و آب أمه عائشة بنت مني و أحمد الهيبة أمه العالية بنت أعمر السباعية وبنت واحدة إسمها لالتي أمها حاجة
كتاب الشيخ ماءالعينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي الجزء الأول الطبعة الثانية، الصفحات 366-367-368-369، تأليف :الطالب أخيار بن الشيخ مامينا،منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.
ماءالعينين بن الحضرمي إفادة الأقربين الصفحة 31مخطوط