الشيخ محمد الأمين الشبيه “اشبيهنا” بن الشيخ ماءالعينين

واسمه محمد الأمين الشبيه و يعرف بالشيخ اشبيهنا بن الشيخ ماءالعينين،ولد بنواحي النكش بالساقية الحمراء سنة 1280 للهجرة، الموافق لسنة 1863 ميلادية،

عرفه الطالب أخيار بن مامينا بقوله: “كان من كبار العلماء، ثقة ثبتا، شاعرا من المتبحرين في العلوم، كثير الذكر، كثير العبادة، لا يفرغ من عبادة إلا ودخل في أخرى مع كثرة الإنفاق مواظبا على صدقة السر، مناقبه كثيرة

أخذ جميع العلوم عن والده الشيخ ماءالعينين وهو عمدته وبعد أن كبر صار من المدرسين البارزين في مدرسة والده. كانت له مكتبة كبيرة وفيها كتب منسوخة بيده، منها كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح، لابن هبيرة الحنبلي، وهو جزآن وقد نسخه بيده، وكان في خزانة المحفوظ بن الحضرمي في “وجانْ“.”

قال في حقه الشيخ النعمة : “ أديب الأدباء ورئيس الحكماء، جهبذ النحارير، كان من أكابر العلماء والألباء، الذين لا تستفزهم العواصف، ولا يعبر عن حسن خلقهم لسان واصف. وله في المروءة من إكرام الضيوف وحسن معاشرة القرباء والغرباء، والانعطاف على الأرامل والضعفاء ما يحير العقل مع الشجاعة والفروسية.”

ذكر ابن العتيق أن “له مؤلفات في فنون شتى كالعقائد والفقه والسيرة، وله ديوان كبير، جله في مدائح أبيه. وكان شعره-رحمه الله- على نمط شعر قحاح العرب، لما له من الخبرة التامة باللغة العربية..”.

ألف في الفقه (تضم المكتبة الرقمية للموقع بحثا جامعيا حول ورقات للشيخ تحتوي على مسائل فقهية)، كما أن له عدة قصائد في مدح والده الشيخ ماء العينين أدرجت في ديوان «الأبحر المعينية» – (تحقيق أحمد مفدي) – كلية الآداب، فاس – 1976 (رسالة ماجستير مرقونة)، وله ديوان مخطوط.

ويقول الطالب أخيار ” خلّفه الشيخ ماء العينين مرتين على محلته خلال بعض أسفاره: الأولى في سفره إلى السلطان مولاي الحسن الأول عام أربعة وثلاثمائة وألف؛ 1304هـ والثانية في سفره الخامس إلى السلطان عبد العزيز عام عشرين وثلاثمائة وألف 1320هـ. “

يقول ماء العينين بن الحضرمي: “سكن أول زمنه بالصحراء وأتى لأبيه ولبث عنده زمنا حتى صدره وأعطاه  عمامته، وكثرت أتباعه ومريدوه وأمواله، وأقبلت عليه العرب بالهدايا والتحف …”

و يضيف الطالب أخيار في ترجمته للشيخ قائلا: “بعد وفاة الشيخ ماء العينين ظل إلى جانب أخيه الشيخ أحمد الهيبة في “مراكش” و”سوس” يؤازره في الحملة الجهادية وقد عينه الشيخ أحمد الهيبة خليفة على ناحية تافلالت وقبائل البربر وقصور أدروغين وظل عليها مدة من عهد الشيخ أحمد الهيبة ثم عاد بعد ذلك إلى أكردوس وظل بها إلى أن توفي بها يوم الأربعاء الرابع والعشرين من صفر عام واحد وخمسين بعد ثلاثمائة وألف (30 من يونيو 1932م).

ودفن قرب مسجد الرحمة عقّب: ميمونة، ومحمد ماء العينين استشهد في مراكش، ومحمد فاضل، الملقب الشيخ الفضيل، وسيدي بويه استشهد في “أكردوس”، وسعاد، ولمينه، والنجاة، وسيداتي، ومريم الطاهره.


المصادر:                                   

سحر البيان 102-103 مصدر سابق

إفادة الأقربين ص11 مصدر سابق.

كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص446-447. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.

 كتاب حجاج ومهاجرون (علماء بلاد شنقيط – موريتانيا – في البلاد العربية وتركيا)، صفحة 246, الدكتور حماه الله ولد السالم