الشيخ أحمد الهيبة

الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين وُلد في “أزوكي” بمنطقة  “آدرار” ليلة الاثنين الأولى من شهر رمضان، عام أربعة وتسعين بعد المائتين والألف 1294هـ ( الموافق ايوم 9 شتنبر 1877م )، والدته هي التقية العابدة ميمونة بنت أحمد بن علي. وهو الحادي عشر من أولاد الشيخ ماء العينين.

عرفه الطالب أخيار بن مامينا في كتابه بقوله: ” له عند والده مكانة خاصة وكان يهيئه لجلائل الأمور ويصطحبه في أسفاره ويكلفه بمهام كبيرة مع السلاطين وغيرهم. كان رحمه الله عالما شاعرا، ماهرا باللغة والنحو، خبيرا بالسيرة النبوية وأيام العرب، حاتم زمانه في السخاء والكرم.

جاء في قرة العينين وسحر البيان: “أن والده الشيخ ماء العينين كان يسميه دليل الخيرات ويقول: إنه ما دخل عليه يوما إلا جاء خير بأثره. وكان يكلفه بالمهام العظيمة إلى الملوك والأمراء. كما كان محببا وضع الله حبه في القلوب، لا تجد أحدا إلا يحبه ولو لم تتقدم له معرفة به. وكان إماما حافظا، مشاركا في جميع الفنون خبيرا بها، منقولا ومعقولا ولا سيما فن العربية، فله فيه اليد الطولى والغاية القصوى. وكان شاعرا مجيدا وله ديوان كبير. أعطاه والده تاجا كان عليه وعمامة وأمره بلبسهما

قام بالأمر بعد شيخنا الشيخ ماء العينين رضي الله عنه بإجماع من أبنائه وأقاربه وتلامذته، ثم اجتمع عليه أهل سوس وبايعوه على الجهاد وذلك يوم الاثنين الثامن عشر من جمادى الأولى عام ثلاثين بعد ثلاثمائة وألف فنهض حتى دخل مراكش في شهر رمضان من ذلك العام وخرج منه ودخل رودانة أواخر رمضان وجاهد فيها ما شاء الله ولبث فيها سبعة أشهر وسبعة عشر يوما ثم خرج منها ونزل موضعا بالفحص من بلاد هشتوكة يقال له أسرْسيفْ وجاهد فيه ما شاء الله ولبث فيه سبعة أشهر وسبعة عشر  يوما ثم ارتحل منه ونزل موضعا يقال له تيمكير في الجبل وجاهد فيه ما شاء الله ولبث فيه عاما ثم رحل منه ونزل أكردوس وجاهد فيه إلى أن توفي .

توفي رحمه اله في قرية أكردوس  بإقليم سوس المغرب يوم الثلاثاء 18 من شهر رمضان عام 1337هـ 18 يونيه 1919م مسموما على يد أحد عملاء الفرنسيين دس له السم في جورب أهداه له.

أنجب هذا الشيخ الجليل من الذرية عدة أولاد عاش منهم خمسة أبناء وبنتين أكبرهم مربيه ربه توفي شابا أمه: خادمة الله بن الداهي الحاجية، ثم محمد ماء العينين والدته: فاطمة بنت سيدي محمد بن محمد البيضاوي الجكنية وقد وُلد في “السمارة” في آخر عام 1327هـ.

السيد حسنَه، والدته عيشة. سيدي محمد الملقب سيداتي وقد ولد 1332هـ، محمد تقي الله، ولد عام 1337هـ وهو شقيق سيداتي، أمهما: رقية بنت عمر الرودانية. أحمد الهيبة وقد وُلد في العشرين من رمضان عام 1337 أي بعد وفاة والده بثمانية أيام وسمي باسمه. والدته: مريم بنت عبد الله. أما البنات فهن سعداني، الملقبة محفوظه، و العالية أم(*).

ترك الشيخ أحمد الهيبة عدة مؤلفات منها: “سراج الظلم فيما ينفع العالم والمتعلم” وسرادقات الله الدافعات و “تعليق على حزب الخيرات” وأجوبة عن مسائل تتعلق بالقيام وانحناء الرأس وتقبيل اليد ومدح الولد لوالده وعن تقديم الزكاة فوق ما ذكره المختصر وعن الانتقال من مذهب إلى مذهب.

وله ديوان شعر مطبوع.

(*) ذكر المؤرخ الطالب أخيار المحفوظة و لم يذكر ابنة الشيخ الأخرى و هي العالية أم.


المصدر:

ماءالعينين بن العتيق، سحر البيان مخطوط ص 113 و 114

المختار السوسي المعسول ج4 ص 107

ماءالعينين بن الحضرمي، مخطوط  إفادة االأقربين

كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 285-286. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.