نبش في المقاومة المعينية:الشيخ محمد المصطفى ” ( الشيخ مصطافي) نموذجا – شذرات من حياته.

# نبش في المقاومة المعينية.
” الشيخ محمد المصطفى ” ( الشيخ مصطافي) نموذجا – شذرات من حياته..

 

بحلول سنة 1339 هجرية عين الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين أخيه ” الشيخ محمد المصطفى” ( الملقب بالشيخ مصطافي) “خليفة” له بإحدى المناطق الجنوبية المغربية.. والحالة هذه لم يكن التعيين في جوهره وحقيقته عشوائيا أو بدافع عاطفة عمياء..
بيان ذلك وتوضيحه أن الشاب ” الشيخ محمد المصطفى” البالغ من العمر وقتها الثانية والثلاثين سنة يوم التعيين كان شابا معروفا بشجاعته وفصاحته وثقافته وحكمته وتعقله وبصيرته الثاقبة وكارزميته وهذا ليس بأمر غريب على الشاب الذي تلقى العلم على يد والده ” الشيخ ماء العينين ” بالصمارة ونشأ في أحضانه وترعرع تحت رعايته..
فلا جدال أن الشيخ مربيه ربه حدس في أخيه الشاب ” الشيخ محمد المصطفى ” الشخص المناسب الذي بمكنته أن يتقلد مهمة سامية وحساسة وهو في قرارة نفسه مقتنع أشد الإقتناع..
لم يكن الشاب ” الشيخ محمد المصطفى ” مقاوما مبتدئا في حركة المقاومة الجهادية عندما عينه أخوه خليفة له” بل سبق له أن انخرط فيها وهو في عز شبابه وميعته وكان قائدا بارزا وصاحب تجربة وبطلا هماما في الجهاد أبلى فيه البلاء الحسن زمن أخيه ” الشيخ أحمد الهيبة “..

-الرسالة (الوثيقة) التي خطها الشيخ مربيه ربه بخطه وتوجها بطابعه بمناسبة تعيين أخيه ” الشيخ محمد المصطفى” خليفة له.
يقول فيها :
# خدامنا المرضيين وإخواننا المجاهدين قبيلتنا قبيلة (…..) أعانكم الله وأرضاكم وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرسلنا لكم أخانا الأرضي “خليفتنا” المرتضى “الشيخ محمد المصطفى” في شأن حركة الجهاد فنأمركم بالوقوف معه في كل ما يناسب من الإعتناء والإكرام والجد في حركة الجهاد وقد عذرناكم في ما مضى ولا نقبل الآن عذركم لأنكم قبيلتنا وعضدنا وقد قدمت القبائل جميعا علينا وأنتم أقرب من كل قبيلة ولكم الأسبقية في الجهاد وقد قال تعالى : وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله وقال تعالى : ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة وقال تعالى : انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله وقال تعالى : أن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون إلى غير ذلك من الآيات ولا تحتاجون تأكيدا لإيصاء أرضاكم الله وأعانكم وبارك لكم في أموالكم وأولادكم وبلادكم والسلام في 22 من شهر رمضان المعظم عام 1339 هجرية.#(اقرأ رسالة الشيخ مربيه ربه أو الوثيقة) -*1-

-شذرات عن ” الشيخ محمد المصطفى بن الشيخ ماء العينين” ( الشيخ مصطافي).
لا أبتغي في هذا السياق استدعاء جميع المحطات التي مر منها المرحوم ” الشيخ محمد المصطفى” قيد حياته وهي محطات متداولة لدى بعض أحفاده سأكتفي ها هنا فقط بنتف منها وأعلق الأخرى إلى حين..
ولد ” الشيخ محمد المصطفى” بحاضرة الصمارة سنة 1889م وتوفي يوم الجمعة 17 شوال سنة 1352 هجرية موافق 2 فبراير 1934 بقلعة أكردوس القلعة الجهادية جراء مرض عضال ألزمه الفراش مدة من الزمن بفعل “سم” دس له في الطعام وهو يومها كان على سفر…وبعد عودته إلى قلعة أكردوس بدأ السم يغزو جسده وينخره…هذا ما أكدته مصادر موثوق بها لا زالت تردده وبالأخص أحفاده..

– دراسته وتكوينه الثقافي..
درس على يد شيخه وأبيه الشيخ ماء العينين ملقنا إياه الفقه والتفسبر والحديث والسيرة النبوية وعلم التوحيد والبلاغة والنحو وأغدق عليه بالأسرار “الصوفية الروحية” واستفاد من حلقاته العلمية وكذا من درر أفكاره..
ليس هذا فحسب لقد كان الشيخ محمد المصطفى أديبا مرموقا له دراية بمختلف أجناس الأشعار الفصيحة منها والحسانية الرائجة في عصره..
كان “محمد المصطفى” ( الشيخ مصطافي) طويل القامة يتمتع بأريحية وكان وسيم الوجه كما كان زاهدا عابدا كريما معطاء ناهجا نهج شيخه وأبيه مقلدا سيرته..
والحق كان له والده “الشيخ ماء العينين” بمثابة السراج المنير ..
لقد وصفه والده ذات يوم بقولته الشهيرة ” مصطافنا ݣوام أطرافنا ول شاف شافنا “..
ويكفيه فخرا واعتزازا بهذه القولة الخالدة التي باتت لصيقة به طوال حياته وبأبنائه من بعده ومن بعدهم أحفاده..

-قيل في مدح ” الشيخ محمد المصطفى ” الكثير من القصائد على رأسها قصائد ” أمحمد ولد هدار ” الشاعر الموريتاني الشهير المتميز..
ونظرا لضيق المكان سأستحضر فقط أبيات قليلة من إبداع ” أمحمد ولد هدار..

يقول الشاعر أمحمد ولد هدار وهو يمدح ” الشيخ محمد المصطفى ” ( الشيخ مصطافي) :
الشيخ مصطاف ذاك ثمين.
أهو عند خاصت ألخاص.
ألشافه علي إشوفه لين.
نعرف أشوف أعلاش طالص.-*2-

-ويقول أيضا في مدح “الشيخ محمد المصطفى”
مرحب أحݣ أبشيخ صاف.
للعزم ألمرو والدين.
ذا ألݣلت أݣليل غير واف.
الكذب أحرام أعارف أن شين.
مان كاذب فيه باخلاف.
وان ݣاع فيه كاذب أمن منين.
الكذب أمع الحݣ متناف.
يخوت عاونون كاملين.
أبش ماه عل حد خاف.
ألا كلكم إجيب مليونين.
من وخيرت بالشيخ مصطاف.
هذا ول الشيخ ملعينين. -*3-

ويقول أيضا ولد هدار في مدح ” محمد المصطفى “.
شيخ أقطب أشرنيخ أݣبال.
أمعلوم أغوث الجلال.
صاف ما عن هذا يسال.
وفݣراش ولانك حاف.
وظاف شكرك عن ذاك الحال.
بيك أل معروفك ظاف.
بوك الشيخ القطب الشرنيخ.
المعلوم الغوث الصاف.
ملعينين أنت زاد الشيخ.
مصطاف ذاك أفطن كاف.
وان عاݣب هذا التمجاد.
يباشت لقطاب ألوتاد.
حالك عني ياجود لجواد.
من عودانك عت أمݣاف.
ماه خاف كيف آن زاد.
حال ماه عنك خاف.-*4-

هذا نزر من كثير في ما قيل عن ” محمد المصطفى” ( الشيخ مصطافي ) بن الشيخ ماء العينين من قصائد شعرية انتقيت شذرات قليلة منها..
والحال فالتاريخ ذاكرة لابد له من النبش والحفر والترميم..

-*1- رسالة الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين بمناسبة تعيين ” محمد المصطفى” ( الشيخ مصطافي).
-2*-*3-*4- من مكتبة الشيخ محمد بن ” الشيخ محمد المصطفى”( الشيخ مصطافي)..

# بقلم : المصطفى الشيخ ماء العينين..
بتاريخ : 18- 4- 2025.