حديث الشيخ ماءالعينين عن الخلافة العثمانية

الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة أو الدَّوْلَةُ العَلِيَّةُ العُثمَانية أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة، هي دولة إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لأكثر من 600 سنة،حكمت و امتد سلطانها على  مساحة مهمة من العالم الاسلامي، واتسعت رقعة نفوذها  حتى بلغت أوروبا الشرقية و أجزاء من غرب آسيا، استمرت حتى سقوطها على يد كمال اتاتورك سنة 1923م.

يتحدث الشيخ ماءالعينين عن الدولة العثمانية بشكل من الاعجاب, ناقلا كما يبدو وجهة نظر لعلماء الفترة،خاصة حين يقول ان المقصود من الملوك الماضية و السلاطين السالفة، هم خلفاء بني عثمان،حيث لا دولة بعدها حتى ظهور المهدي!!

يقول الشيخ في كتابه مبصز المتصوف على منتخب التصوف:

“…وكذا المقصود من الأمم السالفة هو هذه الأمة المرحومة أعني أمة محمد ﷺ فهي كالنتيجة لما قبلها وهي الأمة الوسط كما قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)، وكذا المقصود من الملوك الماضية والسلاطين السالفة هو الملوك العثمانية فهم زبدة الملوك ودولتهم زبدة الدول حيث لا دولة بعدها لغيرهم إلى ظهور المهدي وعيسى ويقاتلون من هم مبادئ الدجال من الكفرة الفجرة من الإفرنج والأنكروس وغيرهم ولهم الجمعية الكبرى واليد الطولى والدولة العظمى في الأقاليم السبعة وأطراف البلاد من المغرب والمشرق.ولم يعط هذا لواحد قبل دولتهم، ويدل على هذه الجمعية كون اسم جدهم الأعلى عثمان فإن عثمان رضي الله عنه  جامع القرآن فهم مظاهر لاسم الحق كما كان عمر رضي الله عنه  كذلك حيث أنه لما أسلم قال: يا رسول الله ألسنا على الحق قال عليه الصلاة والسلام: والذي بعثني بالحق نبياً كلنا على الحق قال: إنا والذي بعثك بالحق نبياً لا نعبد الله بعد اليوم سراً.

فأظهر الله الدين بإيمانه فكان ظهور الدين مشروطاً بإيمانه فهذا أول الظهور ثم وثم إلى أن انتهى إلى زمن الدولة العثمانية ولذلك يقاتلون على الحق، فالسيف الذي بيدهم قد ورثوه كابراً عن كابر ومجاهداً عن مجاهد. حكي أن عثمان الغازي جد السلاطين العثمانية إنما وصل إلى ما وصل برعاية كلام الله تعالى وذلك أنه كان من أسخياء زمانه يبذل النعم للمترددين فثقل ذلك على أهل قريته وانعكس إليه ذلك وذهب ليشتكي من أهل القرية إلى الحاج بكتاش أو غيره من الرجال، فنزل في بيت رجل قد علق فيه مصحفاً فسأل عنه فقالوا : هو كلام الله تعالى فقال : ليس من الأدب أن نقعد عند كلام الله فقام وعقد يديه مستقبلاً إليه فلم يزل إلى الصبح فلما أصبح ذهب إلى طريقه فاستقبله رجل وقال : أنا مطلبك ثم قال: إن الله تعالى عظمك وأعطاك وذريتك السلطنة بسبب تعظيمك لكلامه ثم أمر بقطع شجرة ربط برأسها منديلاً وقال ليكن ذلك لواء ثم اجتمع عنده جماعة فجعل أول غزوته إلى بلاجك وفتح بعناية الله تعالى ثم أذن له السلطان علاء الدين في الظاهر أيضاً فصار سلطاناً ثم بعد ارتحاله صار ولده أورخان سلطاناً ففتح هو بروسة المحروسة بالعون الإلهي، فالدولة العثمانية من ذلك الوقت إلى هذا الآن على الازدياد بسبب تعظيم كلام الله القدير…”


مصدر الفقرة مبصر التشوف على شرح منتخب التصوف للشيخ ماءالعينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين، ص 427