
في عدد نادر من جريدة الأهرام المصرية الصادر بتاريخ 12 نونبر 1910 حمل في صفحته الأولى نعيا للشيخ ماء العينين. مع وصف للشيخ وسرد بعض مساراته الجهادية ضد المستعمر الفرنسي، وقد كان نص المقال كالآتي :
ماء العينين ” تاريخه ووفاته”:
حملت الينا أنباء المغرب الأقصى نبأ كبيرا وخبراً خطيرا وهو نعي الشيخ ماء العينين شيخ الطريقة القادرية الفاضلية. صاحب السطوة والنفوذ وعدو الفرنساويين اللدود، مات هذا الشيخ الكبير وهو سائر بمريديه من تيزنيت إلى بلاد السواس والصحراء فتنفس الفرنساويون الصعداء. وعدوا موته فرجا لهم من كربة وعزاء من مصاب، وكتبت جرائدهم الفصول الطويلة في زوال أكبر عقبة من وجههم في صحراء افريقيا إلى جهة السنغال، وفي بلاد المغاربة من وجدة الى الشاوية.
الشيخ ماء العينين هو ابن الشيخ محمد فاضل مؤسس الطريقة الفاضلية القادرية في حمراء ذاع صيته واشتهر، فتوافد الالوف على زواياه. وذاعت طريقته وكثر اتباعه ومريدوه بين السنغال وجنوب المغرب(…) وصاحب البلاد المسماة صحراء الساقية الحمراء له فيها الامر والنهي(…) عرف بدفع الفرنساويين عنها. وبعين سلطان المغرب على منع النصارى من دخول بلاده ولف زيارة صاحب فاس. فكان يأتي من الصحراء ووراءه جيش جرار من الأتباع والطلاب والمريدين فخشي الأهالي مروره بأرضهم لان ذلك الجيش يحتاج الى المؤونة والزاد. ولمريدي الشيخ ماء العينين زي يلبسونه وهو جلباب أزرق يعرفون به في كل مكان. وأكثرهم يحمل السلاح الحديث الطراز، ولما اشتد الخلاف بين المغرب وفرنسا سنة 1905 أرسل مولاي عبدالعزيز ابن عمه مولاي ادريس ليطلب من الشيخ أن يمد السلطان برجاله وقوته وقبض الفرنساويون يومئذ على رسالة من السلطان إلى الشيخ يقول فيها أنه استعان بالالمان بعد الانجليز ليوقفوه على نيات خصومه واعداءه.
فأرسل الشيخ ماء العينين مع مولاي دريس ولده الشيخ حسان إلى جهة الادرار ليثير الاهالي على الفرنساويين فهاجم الاهالي مربط الفرنساويين على حدود السنغال وافنوا احدى حملاتهم في 24 أكتوبر 1906.
وفي سنة 1908 أحصى حاكم السنغال عدد هجمات اتباع الشيخ على الفرنساويين فبلغت 125 هجمة فألف الفرنساويون جيشا كبيرا زحفوا به على الاثر على عاصمة الادرار ومقر الشيخ حسان ابن الشيخ ماء العينين فجرت معركة دموية في 8 يناير 1909، فارتد اتباع ماء العينين وتبعهم الفرنساويون حتى بلاد السنجة. فقصد ماء العينين فاسا وفي طريقه اعترضه الفرنساويون الذين قاموا من الشاوية فسار الشيخ الى بلاد السيبة حيث توفي. وخليفته هو ابنه الشيخ حسان. ومما يذكر أن الفرنساويين حاولوا كثيرا استمالته فلم يفلحوا. ”
* الشيخ حسان: الشيخ حسن بن الشيخ ماء العينين.
*(…) : كلام غير مفهوم.
مصدر الوثيقة مع التخريج قدمهما : ذ.سيداتي محمد الامام ماءالعينين العتيق