
إخبارية من الأرشيف الفرنسي مؤرخة بتاريخ 15 ماي 1933، توثق لإحدى مظاهر العلاقة التي كانت تربط الشيخ مربيه ربه و الحركة الجهادية المعينية عموما مع الحركة الوطنية بشمال ووسط المغرب. كما أنها توثق لبطولات أحد رجالات المقاومة المعينية، ماءالعينين بن المامي بن ابك، الذي يبدو أنه كانت تحركاته تحت الرقابة الفرنسية، كما جاء في الرسالة، حين تحدثت عن زيارته للشيخ سيدي عثمان بن محمد فاضل بن الشيخ حسن بمنطقة اصبويا، كما رصدت الوثيقة تحركاته منذ خروجه من الجنوب المغربي حتى بلوغه أقصى الشمال، والطرق التي سلكها متخفيا عن السلطات الاستعمارية، كما وثقت لزيارته للأعيان و بعض قادة الحركة الوطنية بمنطقتي الحماية الفرنسية و الاسبانية، كالمقاوم الكبير علال الفاسي ، احمد القري، محمد بن محمد التهامي الفاسي ، الهاشمي الفيلالي، عبد القادر التازي، الحسن بن جلون…و شخصيات أخرى أوردها التقرير، خاصة تلك التي في فاس أو تلك التي زارها في شمال المغرب، كما جاء في المقطع التالي:
“إنه رجل يناهز الأربعينات من عمره وله بشرة بيضاء داكنة.
يسافر في سرية تامة ويتوخى حذرا كبيرا حتى لايتم التعرف على هويته من طرف مكاتب تفتيشنا. من المظنون أنه يسلك مسار مارا بأكردوس نحو تطوان طريقا كله بالمنطقة الفرنسية ، ويسلك في الرجوع نحو طرفاية طريق جزر كاناريا و منها الى وادي الذهب (أي الصحراء المغربية المستعمرة آنذاك من طرف اسبانيا التي كانت تحتل الصحراء من منطقة طرفاية الى حدود وادي الذهب جنوبا)
ماءالعينين بن أبك المسمى الشنقيطي زار آخر مرة المنطقة الإسبانية من المغرب (المنطقة الخليفية في الشمال) في دجنبر 1932 والمسار الذي سلكه (في منطقة الحماية الفرنسية) لم نتمكن من تحديده .إلا أنه من تطوان ذهب إلى فاس حيث أقام لمدة ثلاثة أيام عند بلحسن الوزاني والتقى هناك بكل من علال الفاسي ، احمد القري، محمد بن محمد التهامي الفاسي ، الهاشمي الفيلالي، عبد القادر التازي، الحسن بن جلون، محمد بنعبد الله ، محمد بن التهامي لحلو ، احمد مكوار، المهدي المنيعي . خلال هذه الزيارة التقى في بيت محمد القباج عبد الحق بنعطاف بفاس .
ومن فاس ذهب الشنقيطي إلى شراگه على أمل لقاء القاضي الحاج محمد اليماني الناصري لكن هذا الأخير كان متواجدا في بالرباط، واصل الشنقيطي رحلته وأقام تباعا في زاوية مولاي بوشتى في قلعة سايس في قبيلة جيايه حيث نزل بدوار برد عند محمد السليماني عند لوخمان عند بني وراغل في تامنسيت وزار كذلك القائد حميدو الوازاني وعند محمد الناصري أخ السي عبد السلام الناصري في زاوية تامغروت وأخيرا أكادير وتيماسينت. “
الرسالة بعثت بتوقيع غير مقروء، إلى المفوض العام مدير الأمن الجهوي بمراكش، مع التوصية بمراقبة ماءالعينين بن ابك، و القبض عليه في حالة تواجده بمراكش مع تقديمه للمكتب الجهوي للسيد العقيد المكلف بجهة وارززات من أجل الإعلام ، كما جاء في الرسالة التي ختمها بضرورة عدم السماح للشيخ بتحركه داخل المنطقة الفرنسية، واصفة إياه بالمحلي.