
معركة “النيملان” وحصار “تجكجة” 17 رمضان 1324هـ 5 نوفمبر 1906:
كان المجاهدون قد عسكروا في ناحية “النيملان”، في منتصف شهر أكتوبر بغية قطع الإمدادات عن الوحدات الفرنسية المتمركزة في تجكجة.
وكان عدد جيش المجاهدين حوالي سبعمائة رجل تحت إمرة مولاي إدريس بن عبد الرحمن، وقد انطلق جلُّ هذا الجيش من مدينة السمارة ولديهم أكثر من ستمائة بندقية سريعة الطلقات، ولما وصل إلى مشارف آدرار انضم إليهم كثير من القبائل كأولاد أبي السباع، ومشظوف آدرار ومجموعات من قبائل الشوكة بآدرار، فضلا عمن انضم من قبائل البراكنة، وتكانت، والرقيبات والحوض، ولما وصل جيش المجاهدين إلى “النيملان”، بعث مولاي إدريس رسالة إنذار إلى الحاكم العسكري في تجكجة يطلب منه الخروج من تجكجة ومن سائر بلاد المسلمين التي احتلتها القوات الفرنسية، فلما وصلت الرسالة إلى الحاكم، أمر باعتقال حاملها وتجريده من سلاحه، ثم أطلق رصاصة فوق رأسه تخويفا له، وقال له : هذا هو جوابكم، وشرع في الحال بإرسال وحدة عسكرية تتألف من ستين من الرماة وثلاثين من “الكوم” بقيادة ضابطين هما الملازمان : فانصان وأندريو واتجهوا نحو النيملان، بغية مباغتة المجاهدين ومهاجمتهم على حين غرة.
ولولا الإنذار الذي جاءهم به كلُّ من الشيخ بن عبد الله بن محمد عاشور العلوي ومحمد الأمين بن أحمد غالي الغلاوي لأباد الجنود الفرنسيون الكثير منهم قبل أن يشعروا بهم. وذلك أنهما رأيا كتيبة من القوات الفرنسية تخرج من ثكنتها وقت العصر، وتتجه نحو “النيملان” فتيقنا أنهم يريدون مهاجمة المجاهدين المتمركزين في وادي “النيملان”، فخرجا بمحاذاتهم من بعيد، حتى تواريا عن أعينهم، فطفقا يعدوان لإعلام المجاهدين، ووصلا إلى معسكر المجاهدين قبل صلاة الصبح حيث أخبرا الأمير عثمان بن بكار وأخبر عثمان بدوره مولاي إدريس بخطة هجوم الفرنسيين عليهم فشرع جيش المجاهدين في الاستعداد للمواجهة.
يقول محمد الشيخ بن اعْلي بَيْبَه، وقد حضر هذه المعركة: إن المجاهدين توزعوا إلى ثلاثة فرق، فرقة أخذت مواقعها في العُدوة الشرقية للوادي، وهي جبهة إدوعيش، وفرقة في العُدوة الغربية للوادي وهي جبهة تضم الأغلال وإدولحاج وتجكانت وغيرهم، والثالثة صارت إلى وسط الوادي وهي جبهة السمارة وآدرار ومن انضم إليها.
قرر قائد المفرزة الفرنسية أن يشن هجوما مباغتا عند طلوع الفجر، وقسم فرقته إلى قسمين: قسم من الرماة، وجلهم من السنغاليين وبعض الجزائريين يرتدون لباسا أحمر مزركشا يتقدمهم واحد يعزف في بوق عسكري، وقسم من الرماة أيضا و”الكوم” والمجندين، وطوال الطريق، الذي سلكوه من “تجكجة” إلى “النيملان”، لم يسمح الضابط بإيقاد النار أو إضاءة المصابيح اليدوية، بل ساروا في الظلام حفاظا على سر خطة المباغتة.
بعد بزوغ الشمس بساعة وصل الملازم إلى وادي “النيملان” حيث وجه إحدى الفرق إلى العدوة الشرقية وتوغل بالأخرى في وسط الوادي وفور وصوله شرع في شن هجوم مكثف على طائفة من المجاهدين حاولوا الإحاطة به من كل الجهات، حتى أنهم استداروا به كالحلقة، لكنه نجح في اختراق صفوفهم واستطاع صد هجوم مضاد، حيث سقطت جماعة من المجاهدين في مرمى نيران المدفع الرشاش (بوتاسارت) ومضى مخترقا الطوق، وهو يطلق وابلا من الرصاص في كل الاتجاهات بواسطة مدفعه الرشاش، لكن المجاهدين عاودوا الكرة وقاموا بسلسلة من الهجمات المستميتة احتدم القتال خلالها بضراوة، وضاق الخناق على الفرقة الفرنسية، ولم تزل المعركة تستعر والفارس مع قرنه يصطدم حتى كادت الحراب تستخدم بالأيدي، وثبت المجاهدون ثباتا عظيما، عندئذ شرعت الفرقة الفرنسية في التقهقر إلى الوراء، والاحتماء ببعض الصخور الكبيرة، فوجئ الضابط الفرنسي بالرصاص المتدفق من الأسلحة ذات الطلقات السريعة، ووجد نفسه تحت لهيب بنادق جماعة المريدين الذين سقط قائدهم شهيدا بالقرب منه، وصار الشريف ينادي بأعلى صوته: عجّلوا بأرواحهم إلى عرصات القبور، فاندفع شباب وكهول يتوقدون حماسا إلى ساحة الوغى بحثا عن الشهادة في سبيل الله، كما قام إلى جانب الشريف سيدي المختار بن الشيخ القاضي يحرض على الجهاد ويقول: أيها الناس من فاته يوم بدر فليشارك في هذا اليوم.
وفي أعقاب المعركة، وفرار فلول المنهزمين، اعترض طريقهم المجاهد محمد المختار بن الحامد الكنتي في كوكبه من فرسانه وقضى على بقيتهم، ذلك أن محمد المختار لما علم باندلاع القتال بين المجاهدين والقوات الفرنسية صار يُوَلْوِلُ ويقول: “المسلمون يقتلون، لا حياة بعد اليوم وامتطى صهوة جواده وأمر فرسانه بالغارة من الخلف على الفرنسيين وعندما اقترب من “النيملان” وجد فلول المنهزمين يفرون في اتجاه “تجكجة” وشدَّ عليهم هو وأصحابه شدة رجل واحد فقضوا عليهم جميعا *394*.
في هذه المعركة أصيب أحمد محمود بن بكار بن اسويْدحمدْ بجروح متعددة وهو مستمر في القتال وكان من فرسان المجاهدين وشجعانهم في ذلك اليوم حيث كان قائد جبهة إدوعيش.
يقول كلُّ من عالي بن بكار الإعيشي والديْه بن الزين العلوي: إن بكار بن عثمان، وهو شاهد عيان، حدثهما أن أحمد محمود بن بكار هو الذي قتل الملازم قائد الوحدة الفرنسية، صاحب المدفع الرشاش وثلاثة آخرين من الفرنسيين.
وتقول رواية الأغلال: إن الذي قتل قائد الوحدة الفرنسية هو محمد بن عبدي بن الصافي، وأن الذي قتل الضابط الآخر هو محمد بن النذير الذي استشهد في ساحة المعركة، وبهذا حدثني كلُّ من أحمد بن الحكي وخنّا بن أبّبونه الغلاويان، وقال أحمد بن حكي إن الذي حدثه بذلك هو خليل بن حَجْب وقد شهد المعركة.
أما رواية الفرنسيين فتقول: إن الملازم أندريو والرقيبين اللذين معه لقوا حتفهم برصاص فرقة المريدين الذين تخندقوا في الكمين الذي نصبه لهم مولاي إدريس، وقد أشار إلى هذا الرائد “جيلييه” GILLIER بقوله: “…فنصب له مولاي إدريس – الذي أشعره إدوعلي تجكجة – كمينا ووجد نفسه
منذ البداية محاطا بقوى أكثر منه بكثير، وبالرغم من حصول قتال متلاحم بالحراب لم ينثن، وسقط فورا تحت ضربات التلاميذ هو والرقباء وما يناهز العشرين من الرماة” .
وتقول رواية أخرى: إن الذي قتل الملازم أندريو هو الشريف يُوبَّه بن زيدان، وقد نزع منه بندقية من نوع “التساعية” وهذا غير مستبعد، لأن الشريف يوبَّه كان قد انضم للوحدات التي كانت تحت إمرة مولاي إدريس.
ويعترف الرائد جيلييه GILLIER في كتابه “التوغل في موريتانيا” بالهزيمة التي حاقت بالجنود الفرنسيين في معركة “النيملان” بالرغم من التحيز الواضح للرواية الاستعمارية، فهو يقر بالخسارة التي لحقتهم: مقتل الضباط الأربعة وما يزيد على الأربعين من الجنود.
وفي بعض البرقيات التي بعث بها قائد الحامية في تجكجة إلى المقيم العام في “سان لويس” يخبره أن القتال استمر من الثامنة إلى الحادية عشر صباحا، وأن الكتيبة اضطرت للقتال متقهقرة نحو تجكجة بعدما شتتها العدو… والخسائر مرتفعة جدا، والأوروبيون الأربعة قتلوا، وللأسف تُركت أجسامهم للعدو والحيوانات.
أما الخسائر التي وقعت في صفوف المجاهدين، فقد استشهد منهم نحو ثمانين فردا: فمن إدوعيش خمسة عشر، ومن الأغلال أربعون، ومن جبهة السمارة أربعة وعشرون.
1- شهداء هذه المعركة:
الشيخ محمد عبد الله بن الهاشمي السملالي ، قائد إحدى الكتائب المؤلفة من مريدي الشيخ ماء العينين، والطالب بن الكوري الدليمي، وسيدي احمد بن أوْدادْ، والطالب محمد بن البيضاوي الجكني، وغالي بن سيدي بن الشيخ القاضي الإجيجبي، وأحمدْ بن أحمدُّ بن الحسن بن مادي التندغي، ومحمد عبد الرحمن بن عبد الجليل السمسدي، ومحمد بن أحمد سيفر السمسدي، والمختار جدُ بن أخيارهم اللمتوني، والعالم الشاعر عبد الدائم بن جَيْوُد التاقاطي الذي حُمل من ميدان المعركة وهو مثخن بالجراح إلى موضع “أكيرت” حيث توفي.
ومن جماعة الأغلال استشهد منها نحو الأربعين منهم: محمد الأغظف بن الشيخ بن الجودة رئيس أهل أحمد طالب، وكان ضمن الوفود مجيئها الأول للسمارة، كما استشهد حدْبونا بن جدُّ بن عبد الرحمن اخليف وهو رئيس الأغلال ذلك اليوم، ومحمد بن النذير، وسيدي إبراهيم بن خطري، ووليُّ الله بن سعد بالله، والشيخ بن الحسن بن المصطفى، والمصطفى بن الحسن، واثنان من أبناء محمد جدّ بن محمد القاسم.
من إدوعيش: عثمان بن أعمر بن بكار بن أسويْد أحمد، ومحمد المختار بن سيد احمد لبّات، وبونا بن المختار بن بكار، وأخوه أحمد بن المختار، وعثمان بن الرسول بن أعمر بن بكار بن امحمد بن خونا، ومحمد بن سيدي محمود بن سيدي إبراهيم بن امحمد شين، ومحمد بن بكار بن الهيبة بن اللب بن خنوف، وعثمان بن المختار بن عثمان بن الرسول بن اعْلي بابي، وأحمد بن محمد فال بن أحميّاده بن الدوه، وحمادي بن آجار.
الجرحى: يُبّه بن زيدان بن مولاي الزين، وزكفده بن عمار بن أمبارك الدليمي، وأحمد بن الكوري الدليمي، وأحمد سالم بن المعيوف الاكشاري وكانت جراحهم خفيفة، وأحمد محمود بن بكار بن اسويدحمد، وأخواه: الشيخ بن بكار وسيدي امحمد بن بكار، ومحمد بن عثمان، والدي بن سيدي عبد الله بن سيدي الأمين بن امحمد شين الاعيشيون، والحسن بن عبدي بن الصافي، وصالح بن صالح الغلاويان، وعبد الله بن أحمد بن محمد بن مادي التندغي، وكان جرحه خطيرا وقد أنقذه ابن عمه أحمدُ بن المأمون بن محمد بن مادي حيث حمله على كتفه حتى أخرجه من ساحة المعركة. وجرح آدُّ بن محمد صالح وحمله ألمين بن التومي كما جرح العديد من مريدي الشيخ ماء العينين، من بينهم أحمد بن هنداي السالمي، وحسنه بن البخاري القرعي، ومحمد الأمين بن محمد السالم الملقب الداده البصادي، وتجمع الروايات الشفهية أن المعركة استمرت نحو خمس ساعات.
كان لنساء إدوعيش حضور متميز في هذه المعركة حيث كنَّ يحملن الماء لسقي المجاهدين وحمل الجرحى ومداواتهم ويزغردن ويُثرن الحماس لدى المقاتلين، واستشهدت منهن امرأة تدعى النقرة بنت الحجوري.
كان لهذه المعركة وما طبعها من جرأة واستبسال وما تخللها من مواقف ووقائع أثر بالغ في الناس مما ألهم مشاعرهم وعمق الروح الدينية والوطنية في نفوسهم.
تحدث الرائد جيلييه GILLIER عن هذه المعركة وجاء في روايته : <<أنه قام النقيب Tissot, الذي علم بأن هناك قبائل أخرى ستلحق بتلك التي اجتمعت مع الشريف، بإرسال الملازمين ديفنسي وأندريو على رأس 60 من الرماة و 8 من “الكوم” البيضان، فأراد الملازم أندريو الهجوم على معسكر الشريف بغتة في الصباح الباكر، ولم يتمكن من الوصول إلى “النيملان” حيث توجد حركة الشريف إلا بعد السابعة صباحا، إذ كان قد ضل الطريق بسبب مرشده، ولكنه مع ذلك قرر الهجوم، فنصب له مولاي إدريس- الذي أشعره إدوعلي تجكجة- كمينا حيث وجد نفسه منذ البداية محاطا بقوى أكثر منه بكثير، وبالرغم من حصول معارك ملتحمة عديدة استعملت فيها الحراب، لم ينثن وسقط فورا تحت ضربات التلاميذ، هو والرقباء، وما يناهز العشرين من الرماة.
واستفاد الملازم ديفنسو المجروح من فترة توقف منحها إياه العدوُّ الذي مني هو نفسه بخسائر جسيمة جدا، فجمع فلول المفرزة وأعاد إليها النظام في اتجاه الموقع العسكري حيث اكتملت الهزيمة بفعل خيانة المناصرين، وخلال مرورهم بالعدو هاجم هذا الأخير الملازم ديفنسو فقتله، و تمكن الرماة، الباقون على قيد الحياة، من الوصول إلى الموقع زرافات صغيرة، هذه العملية الكبيرة كلفتنا أرواح اثنين من الضباط واثنين من ضباط الصف و 15 من الرماة بالإضافة إلى 26 جريحا، ومُني العدو بدوره بخسارة زهاء المائة من الرجال>> .
بعد وقعة “النيملان” بعث الشيخ ماء العينين رسائل إلى قادة المجاهدين يدعو الله لهم ويحرضهم على الجهاد، من هذه الرسائل رسالة تلقاها محمد المختار بن الحامد من الشيخ ماء العينين جاء فيها: إلى سيد سادات الأقيال ورئيس أسود الأغيال المجاهد الأبر النحرير الأغر، بلغني صنيعك في أعداء الله، وجهادك لإعزاز الدين ونصرة المسلمين فالله يجازيك بأحسن جزائه ويكمل علينا وعليك جميع نعائمه 29 ذي القعدة 1324 عبيد ربه ماء العينين بن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين (14 يناير 1907م)
2- بعض الأعيان الذين حضروا وقعة “النيملان“:
شارك في الإعداد لهذه المعركة البطولية وتنفيذها بالإضافة إلى الأمير مولاي إدريس، الشيخ حسنا بن الشيخ ماء العينين، الشيخ الطالب أخيار بن الشيخ ماء العينين، الشيخ الولي بن الشيخ ماء العينين، الأمير عثمان بن بكار الإعيشي، سيدي أحمد بن عيده أمير آدرار، أحمدُ بن سيدي اعْلي أمير البراكنة وابنه ولد عساس، واعْلي محمود بن محمد محمود بن لمحيميد أمير مشظوف، ألبُ بن عبد الرحمن أخليفه الغلاوي، محمود بن صيبوط البركني، أصنيبه بن بوبكر وإخوته: محمد وسيد احمد، كما حضرها سيدي المختار بن الشيخ القاضي الإجيجبي، وسيدي أحمد بن المامي بن محمد آبه الكنتي من بطن أولاد تناكية، وسيدي المختار بن محمد محمود بن عبد الله بن سيدي محمود وابنه محمد محمود، وابن عمه بنَّاهِي بن محمد الراظي ، والغزواني بن محمد محمود البصادي، ومحمد الأمين بن محمد أحيد بن سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، وسيدي أحمد بن هيبة البركني، والشيخ أحمد بن الشيخ المهدي التنواجيوي وبكار بن سيدي أحمد لبات الإعيشي، وعلي بن المراكشي السباعي وابن عمه لحبيب بن بحاي، وسيدي بن الغوث الغلاوي وابنه محمد محمود، والشيخ محمد العاقب بن مايابى الجكني وإخوته، وسيدي محمد بن البيضاوي الجكني وإخوته، والعبقري بن ألمين الجكني، وأحمد سالم بن المعيوف، وحميْده بن كركوب العمني، وسيدي احمد بن مكيه الغيلاني، ومحمد بن بوبوط الغيلاني وغيره من كبراء أولاد غيلان، ومحمد المختار بن زيدان البوصادي، وأببونه بن حناني الغلاوي، ومحمد الإمام بن الزين العلوي، ومحمد أبات بن سيدي إبراهيم وزيد بن المختار بن حبيب الله الجكنياني، وخطْره بن سيدي بن أعمر الجكني الكلالي ومحمد بن محمد اعمر الجملي، وإسماعيل بن محمد التاكاطي، والشيخ بن عبد الله بن محمد عاشور العلوي، والحبيب الملقب ببِّي بن السمان السباعي (أهل سيدي عبد الله) والقاضي محمد يحظيه بن عبد الباقي الفلالي نسبا السباعي خؤولة ووطنا.
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الثاني ، الطبعة الثانية الصفحات من 177 إلى 189, تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.