قصيدة للشيخ محمد الإمام في وصف الطائرة

اتسم شعر الشيخ محمد الإمام بتنوعه و تناوله لمواضيع مختلفة، أهمها المواضيع ذات الطابع الديني و الصوفي و المدح النبوي و شعر التأمل و المدح و الوطنيات و الأخويات….علاوة على شعر المخترعات الحديثة التي تعتبر فاكهة الديوان، زيادة على الوصف و الحكمة و الرثاء و الفخر و الغزل..(1)

فرض انتقال المجتمع الصحراوي البدوي إلى حالة التمدن، ولوج عالم الاختراعات الحديثة حياة امتدت زهاء قرون تتسم ببساطة وسائلها و أدواتها و اقتحامها المجتمع المغربي عموما، كما وصفها محمد الظريف فرض نوعا من الشعر، سماه بشعر المخترعات، أخذ حيزا طفيفا في شعر الرعيل الأول من مشايخ المدرسة المعينية كالشيخ مربيه ربه و الشيخ محمد الامام..(2). و كما أسلفنا في مخطوط سابق للشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماءالعينين، نقدم مخطوطا آخر للشيخ محمد الإمام يصف فيه مشهدَ طائرةٍ ركِبها.

ولشيخنا الشيخ محمد الإمام يصف طائرة، أدام الله عزه وارتقاءه في العافية آمين:

ألا فاعجب متى امتطى الهواء***على جوفاء جؤجؤها الهواء.

لها في الصدر إن حميت أزيز***وغيطلة يضيق بها الهواء.

فتجري أولا بمحركات***تساعدها القوى والكهرباء.

فتعجل عن رحى العجلات وثبا***وشيكا فالأمام بها وراء.

فتصعد في الهواء صعود باز***وتسبح في الفضاء كما تشاء.

فآونة تسف سفيف صاد***(في*) رأى في الحضيض إليه ماء.

وآونة تحلق في مداها***فيحجبها عن العين الغطاء.

فمن نسج الغمام لها إزار***ومن حلل السحاب لها رداء.

فلا يدري الذي قد كان فيها***أصبح كان فيه أو مساء.

وتحسب تحتها مهما تسامت***سماء فوقها سمكت سماء.

لها ريحان عاصفة وأخرى***بمتن الجو لينة رخاء.

وتعمد بعد ما بلغت مداها***إلى حيث المطالد استواء.

فتهبط صوبه تهوي رويدا***على التدريج ليس لها التواء.

فتنزل مثلما ابتدأت برفق***فطاب بها النزول والارتقاء.

فتقبل نحو مركزها تهادى***يقارنها اختيال وازدهاء.

فمن لم يدرها من قبل هذا***يقول توهما ماذا الهذاء.

فتجثم بعدما تجثو قليلا***وينفض الجميع لحيث يشاء.

ألا أطيب به سفرا لذيذا***فلا وعثاء فيه ولا عناء.

فسبحان الذي فطر ال برايا***وسهل الصعاب كما يشاء.

فنسألك السلامة حيث كنا***ولطفا لا نضر ولا نساء.

الهوامش:

(1) الشيخ محمد الإمام، إسعاف السائل بالكلام على بعض المسائل، ص 22.

(1) محمد الظريف، الحياة الأدبية في زاوية الشيخ ماءالعينين،ص 335.

(2)تخريج المخطوط من طرف الدكتور ابوه الطراح