
الاخوانيات أو الشعر الاخواني غرض من الشعر يصور العلاقات الاجتماعية بين الشعراء و أحبابهم ( تهنئة،ود، عتاب، اعتذار، شكوى…) في ثوب من العفوية و التفكه و التأنق…. و قد امتازت المدرسة الأدبية المعينية بهذا النوع من الشعر، يقول الدكتور الظريف ” و ما كان يجري في اقليم سوس الذي احتوى الحركة المعينية خلال الربع الاول من القرن العشرين،كان يجري في الساقية الحمراء.فقد كانت منتدياتها و مجالسها ميادين ادبية خصبة يتبارى فيها الشعراء، و تشحذ فيها القرائح و تختبر فيها القدرات الأدبية“(1).
المخطوط الذي بين أيدينا يتضمن نموذجين من نماذج أدب الاخوانيات في المدرسة المعينية، وهما محاورة شعرية بين محمد محمود البيضاوي و الشيخ أحمد الهيبة وأخرى بين الشيخ النعمة و الشيخ أحمد الهيبة أيضا.
تخريج المخطوط:

٠٠٠للسيد محمد محمود بن محمد البيضاوي أيضا يخاطبه نصره الله
مُنْية النّفس ملجأ الطُّلاب
مُتْحف الراغبين أسْنى الرِّغابِ
فجِراب الأداب أنتم وربي
وجِراب الأداب خيرُ جراب
وسؤال الحبيب ماكان بدْعا
وجوابُ اللّبيب خيرُ جواب
خبِّرونا أيُّ الثوابيْن نلتم
نُزلا من لَدُنْ عظيم الثواب
أبِشُكر الإله خيرا تزادوا
أم توفَّوا أجراً بغير حساب
٠٠٠فأجابه سيدنا نصره الله مولانا الشيخ أحمد الهيبة حفظه الله
ثمرة القلب ياصقيل الحِجايا
مُعجم الفصح بالعجيب العجابِ
ليْت شعري وإن أجبْتُك صِدْقا
ما الّذي قد يسُرُّكم من جواب
وعلى كل حالة فجوابٌ
وافَقَ الحق هو عين الصواب
قد ورثْنا ثواب داوود شكراً
وازدياداً بصدر أم الكتاب.
٠٠٠ وللسيد الشيخ محمد الغيث النعمة بن شيخنا مخاطبا له نصره الله.
أيُّ نوءٍ يرى لنجم الهناء
من نجوم الهنا بفصل الشتاء
وبفصل الخطاب وصل لديكم
ينجلي منه نوء نجم الهناء
٠٠٠فأجابه سيدنا نصره الله
إن تسَل دمت في علا وهناءٍ
أي نوءٍ يرى لنجم الهناء
مطْلع السّعد بالنعائم يسموا
قد تجلّى بأنجم الجوزاء.
٠٠٠وللشيخ السيد النعمة محمد الغيث مجيبا لسيدنا نصره الله.
طيور التهاني غردت بالبشائر
وعمّ الدنيا البشار جمع العشائر
وأثمر نوار التهاني أزاهرا
تأصل منها زهركم بالبشائر.
هوامش
(1) محمد الظريف، الحياة الأدبية في زاوية الشيخ ماءالعينين،ص 329،منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.