تقرير من أرشيف مجلة Correspondance_d’Orient عن الشيخ ماءالعينين

حرصت الدعاية الاستعمارية الفرنسية و من خلال صحافتها المكتوبة على تشويه المقاومة و نعت رموزها بأوصاف قدحية، و قد كان للشيخ ماءالعينين نصيب من هذه النعوت فمثلا كتبت جريدة le Petie Parisien في قصاصة خبرية بتاريخ 5 نونبر 1910 على أنه توفي في فقر و عوز شديدين…كما نشرت المجلة الفرنسية النصف الشهرية Correspondance_d’Orient بتاريخ 15 نونبر 1910 مقالا عن وفاة الشيخ ماءالعينين، قدمت فيه معلومات مغرضة عن الشيخ و دوره الجهادي و السياسي، نقلا عن السيد Auguste Terrier الكاتب العام للجنة افريقيا الفرنسية، الذي تحدث عن نفوذ الشيخ في الجنوب و الشمال و الذي فقده حين شرعت فرنسا في المفاوضات مع موريتانيا مثلا، وعن دوره التحريضي في مقتل كوبولاني و في تحريض القبائل ضد أوربا ، عدد هزائم الشيخ و ابنه و وصفه بآخر نخاس للعبيد…

 

ترجمة المقال:

مجلة Correspondance_d’Orient

المغرب

وفاة ماء العينين- مراسلة هافاس من طنجة بتاريخ 04 نونبر تخبرنا بوفاة ماء العينين، يوم 28 أكتوبر بتزنيت، في مايلي المعلومات المقدمة حول هذه الشخصية من طرف الكاتب العام للجنة افريقيا الفرنسية، السيد “أوكيست تيري” (Auguste Terrier) :
الشيخ الصحراوي ماء العينين، الذي يعني اسمه ماء العينين “الدموع”، كان أخلاقيا سيد جميع بلدان جنوب المغرب، كان أتباعه يرتدون الدراعة الزرقاء، و من هنا جاء لقب الرجال الزرق. كان مركز عملياته هو واحة السمارة، قرب الساقية الحمراء، التي كان يتزود منها بالأسلحة والذخيرة.
كان يذهب بشكل دوري إلى مراكش وفاس، حيث كان دائما مرحبا به من طرف السلاطين الذين كان يدعمهم بنفوذه، وأيضا لأنه كان آخر نخاس يمدهم بالعبيد. كل رحلة لماء العينين دائما ما يليها بانتظام تحريض القبائل ضد أوروبا، هذا ما جعلنا نقدم عتابنا عدة مرات في هذا الموضوع لفاس.
عندما شرع الفرنسيون في مفاوضات الهدنة مع موريتانيا أدرك ماء العينين أنه سيفقد معقله الأفضل “أدرار”، التي كان سلطانها مخلصا له، مما جعله يدفع مباشرة أهل أدرار لمحاربتنا. أول فعل لهذا العداء كان اغتيال س.”كابولاني” سنة 1905.
في أكتوبر 1906، أرسل أهل أدرار مبعوثا إلى فاس لطلب النجدة والعون من المخزن، و بعد عودة هذه البعثة، تضاعفت الأعمال العدائية، كان من عواقبها مقتل العديد من الضباط، خصوصا النقيبين”مانجين” و “رنو” والملازم “ربول”
في تسعة أشهر من 16 مارس إلى 06 دجنبر 1908، خسرنا 3 ضباط، 5 ضباط صف و 54 رجل سلاح، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى في صفوف رجال السلاح.
عقب ذلك تقرر شن “حملة أدرار” بقيادة العقيد “كورو” لطرد ماء العينين الذي تعرض هو وابنه الشيخ حسن لهزيمة نكراء، ولكن تمكنا من الفرار آمنين سالمين ( آخر 1909)
بعد طرده من “أدرار”، أخذ ماء العينين في ترميم صفوفه في الجنوب المغربي، و لما ورد نبأ توجهه إلى “الشاوية”، أرسل الجنرال ” موانيي” كتيبتين هزمتاه شر هزيمة في “تادلة” (23 يونيو 1910) فالتجأ إلى ” ملوية العليا” ومنها إلى الصحراء.
آخر الأخبار تحدثت عن وصوله إلى “تزنيت” حيث توفي، ومن المؤكد أن ابنه حسنا هو الذي سيخلفه.