مخطوط: شعر للشيخ مربيه ربه عن المذياع و الهاتف

يقول الأستاذ ماءالعينين ماءالعينين و هو يتحدث عن شعراء المدرسة المعينية من الجيل الأول: “هذه الطبقة من الشعراء، شأنها شأن غيرها ممن سبقها، أتقنت دراسة الشعر الجاهلي و تذوقته و ساهم في ذلك في شحذ حساسيتها و زاد من مقدرتها على صيانة تراكيب اللغة و استغلال قيمتها الموسيقية الايقاعية و منهم من استغل مقدراته في إنتاج شعر جديد أصيل يتناول مشاكل حيوية مخاطبا الضمائر و الأذواق الحديثة بقاموس لفظي بعيد عن غرابة اللفظ.

اكتشفوا في المجتمع مشاكل و مواقف جديدة و شاهدوا اختراعات لم تكن موجودة…و راحوا يعبرون عن ذلك بصيانة التراكيب و تنغيم الموسيقى الشعرية…”(1)

اقتحام المخترعات الحديثة للحياة المغربية، كما وصفها محمد الظريف فرض نوعا من الشعر، سماه بشعر المخترعات، أخذ حيزا طفيفا في شعر الرعيل الأول من مشايخ المدرسة المعينية كالشيخ مربيه ربه و الشيخ محمد الامام..(2).

المخطوط المقدم، هو مثال على هذا النوع من الشعر، و هي أبيات للشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماءالعينين.

تخريج المخطوط:

ولسيدنا الشيخ محمد المصطفى امربيه رب أناله الله بشكره ما يحب.
إنَّا لفي حماية السلام..وهو الذي يحمي على الدوام
ولا نبدل حماية السلام..حاشا ونحن في حماه والسلام
وله أيضا لما سمع جذب الأصوات من بُعْدٍ بهذه الآلات
سبحانك اللهم عما يصفون..لا رب غيرك وما شئت يكون
أنت الذي جذبت للأصوات..من بُعُدٍ من جامد الآلات
ما ردها البعد ولا الأمطار..ولا الجبال لا ولا الأحجار
ولا سوى ذاك من العوائق..إذ لا مرد لأمور الخالق
بذلك السر الذي ليس مَرَدْ..له وسر فضلك الذْ لا يُرَدْ
أسألك العفو ومحو السيئات..وأن تُبَدِّلَنَّها بالحسنات
وأوصل الخيرات لي من كل فج..والنصر والعز وأنواع الفرج
لا تمنع الذنوب رزقا عني..كلا ولا فضلا على ما مني
وكل ما من الذنوب يصدر..سلم لنا منه وهب ما يشكر
عفوك أعظم من الذنوب..سترك أجمل من العيوب
قابلتُ ذنبي بالعَفُوِّ لا يحول..بيني مع الفضل الجزيل والقبول
قابلتُ بالرشيد والمدبر..سوء تدابيري فكن مدبري
يا متفضل بحق كرمك..(وقُدْ) لنا الخير وكل نعمك
بلا مضرةٍ ولا مَعَرَّةِ..بل بالكرامة وبالمسرةِ
وكل ما حال من الأسباب..بيني مع الفلاح والصواب
أزحه عني وأنلني الفوزا..والنصر منك دائما والعزا
علمت أن الخلق ليس يعطي..شيئا وأن الله هو المعطي
وهو الكريم المتفضل الحليم..ذو الطول ذو الرحمة والفضل العظيم
سبحانك اللهم والحمد لكا..لا شيء بعدك وليس قبلكا
مصليا مسلما على النبي..والآل والصحب وهب لي مطلبي

وله أيضا عند سماع الراديو
صوت الاذاعات موقوف على السبب..وفي الحقيقة إيصال بلا سبب
خُبْرَ الأقاليم لمح الطرف تسمعه..ما بين مبتعد منه ومقترب
ما شئت من خبر أو شئت من عبر..أو شئت من أدب أو شئت من طرب
هذا التواصل عن إدراكه عجزت..ما أدركته عقول الناس من عجب

(3)

(1) ماءالعينين ماءالعينين بن محمد المصطفى بن الشيخ محمد الإمام، في الأدب و المقاومة، نماذج من زاوية السمارة المعينية في الصحراء، ص 164

(2) محمد الظريف، الحياة الأدبية في زاوية الشيخ ماءالعينين،ص 335

(3) المخطوط من مكتبة الدكتور الجيه بن محمد بن الشيخ الجيه، ببيوكرى شتوكة أيت باها.