رسالة من الشيخ ماءالعينين إلى قبيلة ادوعيش

مع دخول المستعمر الفرنسي و توغله في بلاد شنقيط و الصحراء، عمل الشيخ ماءالعينين على تأطير القبائل و حثها على الجهاد و رفض التعامل مع المحتل، و تواصل مع السلطان و القبائل و أمراء تلك البلاد في شأن التقدم الفرنسي و صده. و تحتفظ الذاكرة التاريخية بمجموعة من الوثائق و الرسائل الموثقة لهذا الدور، من بينها الوثيقة المقدمة في هذا المقال، و هي رسالة من الشيخ إلى قبيلة ادوعيش و إمارتها بتكانت ( وسط موريتانيا حاليا)، يخبرهم فيها بتوجيه السلطان مولاي عبد الحفيظ ابن عمه مولاي ادريس في حملة جهادية انطلقت من السمارة تضم عدد كبيرا من المجاهدين، كان من نتائجها و كما هو معلوم معركة النيملان الشهيرة سنة 1906 ميلادية،و التي انتصرت فيها المقاومة بقيادة الأمير و شارك فيها أبناء الشيخ ماءالعينين، الشيخ حسن و الشيخ الطالب أخيار و الشيخ الولي، إلى جانب عدد كبير من أمراء و أعيان القبائل و كبار مريدي الشيخ ماءالعينين.

نص الرسالة:

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  

أحباؤنا الأكرمون وأصدقاؤنا الأقربون الأحمدون  الأطهرون الأطيبون الأسياد جماعة ادوعيش عموما وخصوصا وطررا ونصوصا كل واحد منكم باسمه وخصائص وسمه لاسيما أهل الحل والعقد منكم كآل سويد أحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مادام الكون وحركاته.

أما بعد  فليكن في كريم علمكم أن السلطان نصره الله وجه إلينا ابن عمه خليفته باتباعه في كل ما أهمكم الآن أو قبل من الأمور كلها لاسيما أمر النصارى دمرهم الله لأنه ولله الحمد أرسله بالوقوف على ساق الجد حتى تعلو كلمة الإسلام ويقضى بحول الله كل مرام والآن لابد من إتيان ولات الأمر منكم لتقع المشافهة مع الخليفة على أيدينا كما أن السلطان نصره الله كتب إلينا بذلك ليحصل لكم بها كل غرض فيما مضى وما عرض لأنا كتبنا لأمير المؤمنين نصره الله أنكم في تلك البلاد أنتم أهل شوكتها وأنتم أهل حلها وعقدها  ونراكم تفوزون بهذه السبقية إن شاء الله تعالى كان الله لنا ولكم  وليا ونصيرا وعلى سائر الأعداء ظهيرا  وبلغكم أقصى المرام بالتمام وعلى خالص المحبة والسلام.

لأحدى عشر بقيت من جمادى الأولى عام 1323. 

عبيد ربه ماءالعينين بن شيخه الشيخ محمد فاضل ابن مامين غفر الله لهم وللمسلمين آمين