وصية الشيخ ماء العينين لأبنائه و مريديه

 

توجه الشيخ ماء العينين في يوم الخميس 12 من شهر ذي القعدة سنة 1327ه إلى تزنيت، ودخلها ربيع الأول عام 1328ه، وفيها توفي رحمه الله 21 شوال من نفس السنة، يقول ابنه الشيخ مربيه في كتابه قرة العينين:” ثم توفي رضي الله عنه ليلة الثلاثاء، في الساعة السابعة…ليلة الحادي والعشرين من شوال عام ثمانية وعشرين بعد ثلاثمائة و ألف،ومن الشهر العجمي الحادي عشر أكتوبر،ودفن في ضحوة ذاك اليوم.”

قبل وفاته كتب الشيخ ماءالعينين وصيته لأبنائه و تلامذته و من ينسب له من الأحبة عامة و خاصة،رحمة الله عليه، حيث يقول فيها:

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد و على آله. و بعد فمن كويتبه أبلغ السلام و أفضل تحية و إكرام إلى أبناءنا و من ينسب إلينا من الأحبة عموما و خصوصا….موجبه إليكم أني أوصيكم و نفسي بتقوى الله العظيم لأنه هو الذي به صلاح الدنيا و الآخرة. قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله ) . والتواصي بالصبر لأنهما اللذان أيضا يكون بهما صلاح الدنيا و الآخرة و الألفة. ( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )،أي قوتكم و ذالك لا يكون إلا بالصبر الذي اتبعه الله به حيث قال ( و اصبروا إن الله مع الصابرين ). و أيضا لا تنزعوا أيديكم من الناس التي لكم فيها فائدة، و لان الكثرة لها شان، و ضعيفان يغلبان قويا. و يقال : لا تنزع يدك من ذي شوكة تطأك الذئاب. و قال تعالى: ( هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين ). و لو شاء لأيده بلا المؤمنين، و لكنه أيده بهم، ثم بعد هذا كله لا بد من السياسة في الأمور. و السياسة فيها أن يقابل كل شيء بما يصلح له و الناس كثير من أمرها لا تظهره للناس لاسيما ما يكون . و الذي يتبع في الحقيقة الرأي الموافق حكم الصواب. قال الشاعر: لا تحقرن الرأي و هو موافق حكم الصواب إذا أتى من ناقص ثم ليكن في كريم علمكم أنا لا شر بيننا أحد سوى النصارى لعنهم الله ما داموا ناقضين العهد مع المسلمين، و إن رجعوا لبلادهم و أخذوا بالعهد الذي كانوا آخذين، فلا كلام معهم و لا شر. و أما المسلمون فلا شر بيننا مع لأحد منهم، و من نوى شرنا فإنا جاعلون الله بيننا معه ، و راجون في الله يرد عنا كيده في نحره و يسلط عليه من يشغله عن مضرتنا و السلام. و الله أرجو أن يوفقكم و يوالفكم و يبلغ لكم المقاصد بالتمام و على المحبة و السلام في ربيع الثاني عام 1327.